استقبل عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، اليوم الإثنين بالرباط، جيرالد دارمانان، وزير الداخلية وأقاليم ما وراء البحار الفرنسي، بحضور مسؤولين كبار من البلدين.
اللقاء أعقبه اجتماع عمل موسع استعرض فيه الوزيران القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبحثا سبل مواصلة تعزيز التعاون؛ وقال دارمانان في “تدوينة” عقبه إنه تم نقاش سبل التعاون بين البلدين، محددا المواضيع التي تم الحديث عنها في “الأمن ومكافحة الإرهاب والأمن المدني والمساعدة في الألعاب الأولمبية في باريس”.
وأورد بلاغ لوزارة الداخلية أن الوزيرين استعرضا، خلال محادثاتهما الثنائية، سبل التعاون “من أجل شراكة إستراتيجية استثنائية قائمة على الصداقة واحترام المصالح المشتركة”.
وأضاف المصدر ذاته أن “الوزيرين نوها، في هذا الصدد، بالأساس المتين الذي تمثله مكونات الأمن والهجرة في هذه العلاقة الثنائية، العميقة ومتعددة الأبعاد، التي ما فتئت تتعزز بفضل الحوار المفتوح على جميع المستويات”، مشيرا إلى أن “هذه المكونات تحمل حيوية تمكن من الحفاظ على دينامية من شأنها أن تتجاوز، بشكل بناء، مختلف الظروف”.
وأردف البلاغ بأن الوزيرين عبرا عن رؤيتهما المشتركة للمشهد الإقليمي والدولي، متحدثين عن “تطابق وجهات نظرهما بخصوص الرهانات الأمنية والتحديات المشتركة والاتفاق على تعزيز قنوات تبادل الخبرات والمعلومات من أجل استباق أفضل للتهديدات المتعددة، خاصة تلك المرتبطة بالأنشطة الإجرامية للجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء”.
من جانبه تحدث لفتيت عن “المقاربة الأمنية الملائمة والشاملة التي ينتهجها المغرب لمواجهة الرهانات الأمنية، وخاصة التهديدات الإرهابية؛ وهي إستراتيجية شاملة تجمع بين العمليات الميدانية وتبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات الوقائية، لاسيما مكافحة التطرف، وجوانب إعادة الإدماج”.
كما ذكر الوزير بـ”المقاربة الشمولية والإنسانية التي تعتمدها المملكة في مجال حكامة الهجرة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية”؛ وفي هذا الصدد أبرز “أهمية الجهود المتواصلة التي بذلتها المملكة والدور الإيجابي الذي تضطلع به في إطار المجموعة المشتركة الدائمة حول الهجرة، التي تشكل آلية للحوار والتنسيق بشأن هذه المسألة”.
من جانبه، أشاد وزير الداخلية وما وراء البحار الفرنسي بـ”المقاربة المغربية في مواجهة التحديات الأمنية وتلك المرتبطة بالهجرة”، مضيفا أن “هذه الأخيرة تشكل عاملا للسلام والاستقرار الإقليميين، ما يجعل المملكة حصنا منيعا أمام مختلف التهديدات وشريكا موثوقا وذا مصداقية على الساحة الدولية، وخاصة لدى بلدان جنوب المتوسط”.
وأشارت الوثيقة إلى أن دارمانان أعرب أيضا عن شكره للمصالح الأمنية المغربية على دعمها الميداني واللوجستي في إطار الاستعدادات للألعاب الأولمبية باريس 2024.
يذكر أن الوزير الفرنسي الذي قال إن الزيارة تأتي بطلب من رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون سيقوم بزيارة ضريح محمد الخامس بالرباط للترحم على “روحي مؤسسي المغرب المعاصر اللذين ساهما كثيرا في نسج علاقة الصداقة بين بلدينا”، وفق تعبيره.