بقلم : أحمد الزوبيري
عُقدت داخل عمالة آسفي جلسة نقاش لدراسة مشروع ترميم وتنشيط التراث الثقافي والمعالم التاريخية للمدينة، بحضور عامل إقليم آسفي، ومكتب الدراسات، ومختلف الشركاء المعنيين. شملت هذه الجلسة حضور ممثل مندوبية الثقافة، وجمعية حوض آسفي ممثلة في السيد أحمد غيبي رئيس جمعية حوض آسفي، والسيد محمد بنيس رئيس ذاكرة آسفي، والسيد منير الشرقي ، هذا المشروع يهدف إلى إحياء التراث المادي وغير المادي للمدينة، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية بارزة.
مشروع ترميم دار السلطان
دار السلطان، الممتدة على مساحة تقارب 9000 متر مربع، تُعد واحدة من المعالم التاريخية البارزة في مدينة آسفي. يتطلب المشروع تعزيز ودعم الجدران والأبراج في الجانب الجنوبي من المبنى، بالإضافة إلى ترميم الحديقة الداخلية ودار الباهية والبيت الموريسكي. كما سيتم إعادة تأهيل الأجزاء المتنوعة من المبنى.
تصنف دار السلطان كمعلمة تاريخية تروب تاريخ المغرب وآسفي منذ العهد الموحدي في القرن الثاني عشر وحتى فترة الحماية الفرنسية. كان هذا الصرح يستقبل الملوك والحكام الذين قدموا إلى المدينة وأقاموا فيه، مما يجعله شاهداً على مراحل تاريخية مهمة.
الميزانية والمدة
تم تخصيص ميزانية قدرها 22 مليون درهم لتنفيذ المشروع، الذي من المتوقع أن يستغرق 12 شهراً لإتمامه. يشرف على المشروع وزارة الثقافة.
مشروع ترميم الكاتدرائية البرتغالية
تعد الكاتدرائية البرتغالية التي تعود إلى القرن الرابع عشر قطعة فنية فريدة من نوعها في شمال إفريقيا بمساحة 327 متر مربع. يتضمن المشروع ترميم الأجزاء المحفوظة، وإعادة بناء الأجزاء المدمرة، وتجهيزها لاستضافة الفعاليات مركز لنشر المعرفة بالتراث الثقافي اللامادي.
الكاتدرائية هي مثال نادر على الفن الإموانيلي، وتقع بجوار صمعة مسجد الموحدين، مما يعكس تداخل الثقافات والأديان في تاريخ المدينة. إن ترميم هذا المعلم يساهم في حفظ ذاكرة تاريخية مشتركة وإبراز التنوع الثقافي في آسفي.
الميزانية والمدة
يبلغ إجمالي تكلفة المشروع 16 مليون درهم، ومن المتوقع أن يتم إنجازه في غضون 18 شهراً. تشرف وزارة الثقافة على تنفيذ المشروع.
مشروع إعادة تأهيل تلة الفخارين كمتحف إيكولوجي للفخار
تعتبر تلة الفخارين موقعاً تاريخياً مصنفاً يمتد على مساحة 25,000 متر مربع ويعد من أشهر المعالم الوطنية والعالمية في آسفي. يتضمن المشروع إعادة تأهيل البنية التحتية والفوقية، وتحسين المناظر الطبيعية، وترميم الوراش والأفران التقليدية، مع إمكانية إنشاء أوراش تعليمية وسياحية.
إلى جانب تقاليد صيد السردين، تعتبر الفخار من المزايا التنافسية لآسفي. إن إعادة تأهيل تلة الفخارين وتحويلها إلى متحف إيكولوجي للفخار يعزز من التراث الحرفي والثقافي للمدينة ويخلق فرصاً جديدة للسياحة والتعليم.
الميزانية والمدة
تبلغ الميزانية المخصصة لهذا المشروع 30 مليون درهم، ويشرف على تنفيذه المجلس الجهوي.
لم تقتصر الجلسة النقاشية في عمالة آسفي على مناقشة المشاريع الثلاثة المذكورة فقط، بل تطرقت أيضاً إلى عدة مشاريع أخرى تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي والتاريخي للمدينة. من بين هذه المشاريع، مبادرات لإعادة تأهيل المرافق الثقافية والتعليمية، وتحسين البنية التحتية السياحية، وتعزيز الحرف التقليدية. تسعى هذه الجهود مجتمعة إلى تطوير المدينة بشكل شامل، مما يعزز من جاذبيتها كوجهة سياحية وثقافية ويعزز الوعي بأهمية التراث المحلي.
تشكل هذه المشاريع، التي تم مناقشتها بحضور مختلف الشركاء المحليين، خطوة مهمة نحو الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لمدينة آسفي وتنشيطه. من خلال ترميم المعالم التاريخية وإنشاء متاحف جديدة، يتم تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وتطوير السياحة الثقافية، مما يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للمنطقة.