رفع عدد من المهنيين بميناء الصيد بآسفي صوتهم محذرين من ممارسات وصفوها بـ”المشينة” التي تعتمدها بعض قوارب الصيد التقليدي. هؤلاء المهنيون كشفوا أن بعض القوارب تلجأ إلى استخدام الأضواء الكاشفة أثناء عمليات الصيد، وهي تقنية غير قانونية أصبحت شائعة بين العديد من قوارب الصيد “بالسويلكة”.
وفقًا لتصريحات مهنية متطابقة، فإن هذه الظاهرة المتزايدة تنذر بدمار شامل للثروة السمكية، مما سيؤدي إلى تعقيد الأوضاع في المصايد المحلية. وأفاد المهنيون بأن حوالي 260 قاربًا تستخدم الأضواء الكاشفة لجذب الأسماك، حيث تقوم القوارب بتثبيت الأضواء فوق الماء لتجذب الأسماك نحوها، مما يسهل عملية صيدها بكميات كبيرة دون تمييز بين الأحجام أو الأنواع، وهو ما يعد انتهاكًا لقوانين الصيد.
وأشار مصدر من إحدى التمثيليات المهنية في تصريح لجريدة les7tv أن غياب المراقبة في البحر ساهم في انتشار الفوضى والعشوائية، مما يهدد بكارثة كبيرة على الثروة السمكية بالمنطقة. وأوضح المصدر أن هذا الغياب أو التغاضي أدى إلى تفاقم الظاهرة بشكل خطير، وأثر سلبًا على الاستثمارات في قطاع الصيد البحري، حيث يتم تصريف مفرغات القوارب في السوق السوداء. كما أن مراكب الصيد الساحلي تواجه صعوبات في الاحتفاظ بأطقمها التي أصبحت تفضل العمل في القوارب التقليدية بسبب مداخيلها المرتفعة.
وتسببت هذه الظاهرة في أزمات حقيقية للمراكب السردينية التي تعاني من تراجع مداخيلها، مما دفع البحارة إلى العزوف عن العمل في هذه المراكب والانتقال للعمل في القوارب التقليدية. وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف التشغيلية لرحلات الصيد بالنسبة للمراكب السردينية.
وناشد المهنيون بميناء آسفي وزارة الفلاحة والصيد البحري للتدخل العاجل للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال تفعيل حملات المراقبة على مستوى الميناء قبل انطلاق القوارب، وكذلك المراقبة في البحر لإعادة الأمور إلى نصابها.
ويثير ملف “السويلكة” الكثير من النقاش على المستوى الوطني، حيث يطالب المهنيون بضرورة تدخل الإدارة لوضع حد لهذه الممارسات الفوضوية. ويدعون إلى تبني قوانين تنظم الولوج إلى المصايد، للحفاظ على الثروة السمكية وضمان استدامتها أمام التحديات الراهنة.