بقلم: عبد اللطيف سحنون
في حادثة غريبة تثير تساؤلات حول الإدارة التربوية والوعي الوطني، شهدت الثانوية الإعدادية “البيروني” بمقاطعة جليز، مراكش، استمرار أداء تلميذات وتلاميذ المؤسسة للنشيد الوطني أمام عمود حديدي خالٍ من العلم الوطني. ورغم صدور مذكرات وزارية تنظم تأهيل الفضاءات المدرسية، مثل المذكرة رقم 277/17 الصادرة في 3 مايو 2017، والمذكرة رقم 040-18 الصادرة في 19 يناير 2018، فإن هذا الإهمال المستمر يعكس ضعفاً في التدبير وخرقاً واضحاً لرمز من رموز السيادة الوطنية.
منذ شهور، يُجبر تلاميذ المؤسسة على أداء النشيد الوطني أمام عمود بدون العلم الوطني، وهو أمر يثير الجدل حول الالتزام بالقيم الوطنية داخل المؤسسات التعليمية. هذا الخلل لا يقتصر على الجانب الرمزي فقط، بل يترافق مع سلسلة من الخروقات الإدارية والمالية المتعلقة بتسيير المؤسسة.
من بين المخالفات، تبرز دور جمعية أمهات وآباء التلاميذ، والتي تديرها رئيسة يبدو أنها ليست لها أي علاقة مباشرة بالمؤسسة. فضلاً عن ذلك، تستمر هذه السيدة في قيادة الجمعية منذ عام 2013، ما يطرح أسئلة حول الشفافية في إدارة موارد الجمعية، خاصة مع وجود تقارير تفيد بإقصاء بعض التلاميذ من الأنشطة لعدم انخراطهم في الجمعية. كما تشير مصادر إلى ممارسات غير قانونية، مثل إخراج التلاميذ من الحصص الدراسية.
إلى غاية 14 سبتمبر 2024، الساعة 12:28، لا يزال العمود الحديدي في ساحة المؤسسة خالياً من العلم الوطني، وهو ما وثقته صور مرفقة تؤكد هذا الواقع. الأمر يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتصحيح هذا الوضع وإعادة الاعتبار للرموز الوطنية داخل المؤسسات التعليمية.
هذه الواقعة تكشف عن تسيير ضعيف لا يراعي أهمية احترام الرموز الوطنية، وتدعو إلى تسليط الضوء على تجاوزات قد تؤثر سلباً على البيئة التربوية داخل المؤسسة. التحقيق في دور الجمعية والتدبير المالي والإداري بات ضرورة، لضمان بيئة تعليمية سليمة تتوافق مع القوانين وتُعزز من روح المواطنة لدى الأجيال القادمة.