هل سيصبح المغرب عاصمة الطيران في إفريقيا؟
أحمد الزوبيري – Les7tv
مع تزايد الاستثمارات والنمو المتسارع في قطاع الطيران، يطرح السؤال: هل يمكن أن يتحول المغرب بالفعل إلى عاصمة الطيران في إفريقيا؟ تُظهر الخطط الحكومية الطموحة للتوسع في هذا القطاع أن المغرب يخطو خطوات جادة نحو تحقيق هذا الهدف، لكنه يواجه في الوقت ذاته تحديات وصعوبات كبيرة.
في السنوات الأخيرة، تمكن المغرب من جذب نحو 130 شركة تعمل في مجالات الطيران، مما ساهم في تحقيق إيرادات تبلغ حوالي 2 مليار دولار سنويًا من هذا القطاع. ووفقًا لتوقعات الخبراء، يمكن أن تصل هذه الإيرادات إلى 4 مليارات دولار بحلول عام 2030 . كما أن المغرب يهدف إلى تصنيع أول طائرة محلية بحلول نفس العام، مما يعكس الجدية في تطوير صناعة الطيران المحلية وزيادة الاعتماد على الكفاءات المحلية.
ومع ذلك، يواجه المغرب منافسة شديدة من دول أخرى تسعى لتكون مراكز للطيران، مثل جنوب إفريقيا ومصر. فبينما يبرز المغرب بموقعه الاستراتيجي وتوافر العمالة المؤهلة، تتطلع دول أخرى إلى الاستفادة من تاريخها العريق في الطيران ومنشآتها المتطورة لجذب المزيد من الاستثمارات .
وفي هذا السياق، يشير تقرير من “المعهد الدولي للنقل الجوي” إلى أن صناعة الطيران في المغرب لا تزال تعتمد على الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الاستدامة والتنافسية على المدى الطويل. بينما تحاول الحكومة المغربية تعزيز الشراكات مع الشركات العالمية مثل “إيرباص” و”سافران”، فإن النجاح في هذا المجال يتطلب استمرارية في التوجهات الاستراتيجية ورؤية واضحة للمستقبل .
وفي الختام، يبقى السؤال: هل سيستطيع المغرب الوفاء بتعهداته وتحقيق رؤيته ليصبح عاصمة الطيران في إفريقيا؟ الجواب ليس سهلاً، ولكنه يتطلب جهودًا متكاملة وتعاونًا فعالًا بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق هذا الطموح .