شهدت جماعة آسفي تطورات مهمة على الساحة السياسية، بعد أن أصدرت المحكمة الإدارية بمراكش قرارًا بعزل رئيس الجماعة، *نور الدين كموش*، من عضوية ورئاسة الجماعة مع تفعيل الحكم بشكل معجل. وقد أثار هذا القرار نقاشات واسعة حول من سيخلف كموش في رئاسة “حاضرة المحيط”، في ظل التنافس بين عدة أحزاب للفوز بهذا المنصب.
ويبدو أن حزب *الأصالة والمعاصرة* هو الأقرب للفوز برئاسة الجماعة، حيث يُعتبر *إلياس البداوي، وكيل لائحة الحزب والنائب الأول للرئيس المعزول، الأوفر حظًا لتولي هذا المنصب، خاصة في ظل الدعم الذي يتلقاه من قيادات الحزب، من بينهم **سمير كودار* رئيس جهة مراكش آسفي، والبرلماني *رشيد بوݣطاية، ورئيس المجلس الإقليمي **عبد الله كريم*.
في المقابل، يواجه حزب *الاستقلال* تحديات جمة. فعقب عزل كموش، أصبح *الطيبي الݣرياني*، وكيل لائحة حزب الميزان، مستشارًا بشكل تلقائي، مما يمنح له الحق القانوني للترشح لرئاسة الجماعة. إلا أن الݣرياني يفتقر إلى الخبرة المطلوبة في تسيير المجلس، إضافة إلى توتر علاقته مع عدد من الأعضاء نتيجة دعمه للرئيس المعزول في الصراعات السابقة، مما يضع الحزب في موقف حرج.
*عبد العزيز بوحمالة، المستشار الثاني في حزب الاستقلال، حصل على دعم بعض المستشارين من أحزاب أخرى لمحاولة الترشح للرئاسة، غير أنه فشل حتى الآن في إقناع الطيبي الݣرياني بالتنحي لصالحه، مما أثار نقاشات وجلسات متعددة داخل الحزب. وقد أدت هذه الخلافات إلى بحث قيادات الحزب عن الظفر بثلاث مناصب في مكتب الجماعة، خاصة بعد إصرار المستشار **ربيع اجرارعي* على الاحتفاظ بمنصبه كنائب للرئيس، مما يعمق التوترات الداخلية.
من جهة أخرى، يسعى *نور الدين المخودم، وكيل لائحة حزب **الاتحاد الدستوري*، للحصول على تزكية الحزب للترشح للرئاسة. إلا أن افتقاره للتجربة وظهور ملاحظات على أدائه السابق كنائب ثالث للرئيس قد يضعف من فرصه، خاصة أنه لم يتمكن من إقناع قيادة حزبه بقدرته على تحمل مسؤولية تسيير الجماعة.
أما حزب *الحركة الشعبية، فقد أثار البرلماني **عادل السباعي* جدلاً بعد إعلانه نيته الترشح للرئاسة، رغم غياب الدعم الداخلي من مستشاري المجلس. وعلى صعيد آخر، يغيب حزب *التجمع الوطني للأحرار* عن الصراع الدائر، ومن المحتمل أن يكتفي بالمنافسة على بعض المناصب الثانوية داخل المكتب.
وبين هذه التحديات والتحالفات المعقدة، يبدو أن *إلياس البداوي* من حزب الأصالة والمعاصرة هو الأقرب لتولي رئاسة الجماعة، إلا أن الأيام القادمة ستكشف حتماً المزيد عن مصير هذا المنصب الذي سيحدد مستقبل تسيير جماعة آسفي في السنوات المقبلة.