أيمن سيمكي – les7tv
في سياق الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة، برز الصحفي المغربي أشرف بلمودن كأحد الأصوات النقدية البارزة التي تتناول سياسات الحكومة المغربية في إدارة الشأن العام. لم يتردد بلمودن في توجيه انتقادات لاذعة لعدة سياسات حكومية، وخاصة فيما يتعلق بملف الدعم الحكومي وأزمة المحروقات التي أثقلت كاهل المواطنين.
فشل الدعم الحكومي
أعرب بلمودن في العديد من مقالاته وتصريحاته عن استيائه من ضعف التدابير التي تتخذها الحكومة لدعم الفئات الهشة في المجتمع، والتي تأثرت بشكل كبير جراء ارتفاع تكاليف المعيشة. ورغم الإعلان عن برامج لدعم المواطنين، يصف بلمودن هذه السياسات بأنها “غير فعّالة ولا تلامس الواقع”، حيث يرى أن الدعم الحكومي لم يصل بالشكل المطلوب إلى الفئات التي تحتاجه بالفعل، وسط بيروقراطية معقدة ونقص في آليات التنفيذ الفعّال.
وأشار بلمودن إلى أن الحكومة قدمت وعوداً كبيرة بتحسين مستوى المعيشة وضمان الاستقرار الاقتصادي، لكن الواقع يبرز عجزاً واضحاً عن تنفيذ هذه الوعود، ما أدى إلى تزايد الشكوك لدى المواطنين حول مصداقية هذه البرامج.
أزمة المحروقات وتداعياتها
وفيما يتعلق بأزمة المحروقات، يرى بلمودن أن الحكومة لم تتعامل مع هذه الأزمة بشكل استباقي، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الوقود، وهو ما انعكس على أسعار العديد من السلع والخدمات. وقد أثر هذا الوضع سلباً على الطبقات المتوسطة والفقيرة، وزاد من معاناتها اليومية. وعبّر بلمودن عن اعتقاده بأن الحكومة كان ينبغي عليها أن تتخذ إجراءات لتخفيف وطأة هذه الأزمة، مثل تقديم دعم مباشر لقطاع المحروقات أو فرض رقابة صارمة على الأسعار.
وأضاف أن الحكومة كانت بإمكانها استغلال هذه الأزمة لتشجيع التحول نحو الطاقات المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لكنه يعتبر أن هذه الفرصة ضاعت بسبب غياب رؤية استراتيجية واضحة.
دعوة إلى الإصلاح والتغيير
يدعو أشرف بلمودن في كتاباته إلى تبني سياسات إصلاحية حقيقية تتجاوز الحلول المؤقتة إلى خطط طويلة الأمد تتماشى مع تطلعات المغاربة. ويرى أن الحكومة بحاجة إلى مراجعة سياساتها الاقتصادية وإعادة النظر في أساليب تقديم الدعم الاجتماعي، لتكون أكثر كفاءة وعدلاً. ويؤكد على أهمية تعزيز الشفافية ومحاسبة المسؤولين، لضمان استخدام الأموال العامة بشكل يخدم مصلحة المواطنين.
في ظل الظروف الاقتصادية المتأزمة وأزمة المحروقات المتفاقمة، يأتي صوت أشرف بلمودن ليعكس تزايد مطالب الشارع المغربي بإحداث تغيير حقيقي وملموس. فانتقاداته اللاذعة ليست مجرد مواقف إعلامية، بل هي مطالب ملحّة لمراجعة سياسات الدعم وتفعيل دور الدولة في حماية الفئات الأكثر تضرراً وتحقيق العدالة الاجتماعية.
