أحمد الزوبيري – les7tv
في تدوينته الأخيرة، رسم عبد اللطيف شيبوب عضو المنظمة المغربية للحقوق والحريات صورة قاتمة للوضع الذي آلت إليه مدينة آسفي، مُعبّرًا عن استيائه من تصرفات المجلس البلدي الذي وصفه بأنه يسير على خطى مصالح ضيقة وفردية بدلًا من خدمة الصالح العام. انتقاده أتى محملًا باتهامات مباشرة لعدد من المستشارين، الذين يبدو أن همهم الأول هو الحصول على المناصب واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية، بدلاً من معالجة مشاكل تلامس الحياة اليومية للمواطنين.
تعيش آسفي اليوم، حسب شيبوب، تحت وطأة فساد واضح في تسيير المدينة، من انتشار النفايات وانعدام الإنارة في الشوارع إلى الطرقات المحفّرة التي لم تعد صالحة للاستعمال. هذه الأوضاع تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث أصبحت المدينة مرتعًا للفوضى العمرانية والتدهور البيئي، مما جعل الحياة فيها تحديًا قاسيًا.
هذا الواقع المتردي يدفع الشباب إلى خيارات يائسة مثل الهجرة السرية، حيث يفضّل العديد منهم المخاطرة بحياتهم وركوب “قوارب الموت” بحثًا عن فرص بعيدة عن مدينتهم التي كانت منبع طموحاتهم. فبدل أن تساهم المؤسسات في توفير أفق مستقبلي للشباب، ينتهي بهم الأمر في مسار مليء بالمخاطر.
السؤال الأهم الذي تطرحه تدوينة شيبوب ليس فقط عن الفساد في المجلس البلدي، بل عن غياب المحاسبة والمتابعة. فهي دعوة واضحة للمجتمع للتحرك والمطالبة بالحقوق، كي لا تظل المدينة منسية وكي تستعيد آسفي مكانتها كحاضرة المحيط الحقيقية، بدلاً من أن تكون مجرد مثال آخر للفشل التنموي في المناطق المغربية المهمشة.