LES7TV : أيمن سيمكي
تتواصل مجهودات فرق الإطفاء، لليوم الثالث على التوالي، من أجل السيطرة على الحريق المستعر في غابة هوارة، الواقعة بضواحي مدينة طنجة، وسط تحديات مناخية تعقد من مهام الفرق المتدخلة، وعلى رأسها رياح الشرقي التي تساهم في اتساع رقعة الحريق.
وتعتمد السلطات في عمليات الإطفاء على طائرتين من نوع “كانادير” الكندية المتخصصة، إلى جانب تعبئة مكثفة لمختلف أجهزة الوقاية المدنية والسلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة والدرك الملكي.
وقد أتى الحريق، وفق المعطيات المتوفرة، على حوالي 60 هكتاراً من الغطاء الغابوي الكثيف الذي يميز المنطقة، وذلك بعدما تضاعفت المساحة المتضررة مقارنة بيوم الثلاثاء، حين كانت في حدود 30 هكتاراً فقط.
ويواجه رجال الإطفاء صعوبات كبيرة في احتواء النيران بسبب الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 30 درجة مئوية، ما أدى إلى تسارع انتشار ألسنة اللهب، خصوصاً في المساحات الساحلية المحاذية للطريق الوطنية الرابطة بين طنجة وأصيلة.
وأكد شهود عيان من القرى المجاورة رؤيتهم لأعمدة الدخان تتصاعد من الغابة، بينما تستمر طلعات جوية للطائرات في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع تمدده نحو التجمعات السكانية.
ويُعد هذا الحريق أول حريق غابوي كبير تشهده جهة الشمال هذا العام، مما يُنذر بانطلاق مبكر لموسم الحرائق في المنطقة، ويعيد إلى الأذهان الحرائق الواسعة التي عرفتها الجهة صيف سنة 2022، والتي خلفت خسائر بيئية ومادية جسيمة، خاصة بإقليم العرائش.
وتُصنّف مناطق الشمال ضمن أكثر المناطق تعرضاً لمخاطر الحرائق بالمغرب، نظراً لكثافتها الغابوية وتنوعها الطبيعي، حيث أصبحت هذه المناطق تُسجل، بشكل سنوي، معدلات مرتفعة من الحرائق نتيجة التغيرات المناخية والارتفاع المستمر في درجات الحرارة.
وتبقى جهود فرق الإطفاء متواصلة في مواجهة ألسنة اللهب، وسط مطالب بتعزيز الإمكانات اللوجستية والتقنية من أجل تفادي سيناريوهات السنوات الماضية، وحماية الثروة الغابوية التي تُعد رئة بيئية واقتصادية حيوية لجهة الشمال.
