Les7tv – أحمد الزوبيري
في لحظة تاريخية لنادي باريس سان جيرمان، تحولت شوارع العاصمة الفرنسية من مسرح احتفال إلى مشهد مأساوي يحمل علامات استفهام كبيرة حول إدارة الأمن والنظام العام.
فبعد أن توج النادي بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، خرج آلاف المشجعين إلى شوارع باريس للاحتفال، لكن ما كان يفترض أن يكون فرحة وطنية تحول إلى كابوس دام. فقد قُتل شخصان واعتُقل 559 آخرون في مواجهات عنيفة اندلعت بين مجموعات من المشجعين، خاصة بالقرب من شارع الشانزليزيه وملعب بارك دي برانس.

تعددت الروايات حول أسباب اندلاع العنف، فبينما يؤكد كثيرون أن الاحتفالات خرجت عن السيطرة بفعل استفزازات وتجمعات مشبوهة، يرى آخرون أن فشل الأجهزة الأمنية في التنبؤ والاستعداد للمناسبة هو السبب الرئيسي في هذه الفوضى.
وكان من اللافت أن المباراة النهائية، التي شهدت فوز باريس سان جيرمان على إنتر ميلان الإيطالي 5-0 في ميونيخ، قد جمعت 48 ألف مشجع أمام شاشات عملاقة في باريس، ما جعل الأجواء مشحونة وعالية التوتر.
وزارة الداخلية الفرنسية أعلنت عن تنفيذ أكثر من 500 عملية توقيف، وتحويل 320 شخصا إلى التحقيق، بينهم 254 في العاصمة، ما يفتح تساؤلات عن كيفية معالجة السلطات لهذه الأزمة الكبيرة وتأثيرها على صورة باريس كعاصمة عالمية للرياضة والثقافة.
هل هذه الأحداث مجرد نتيجة لتفلت الاحتفالات الرياضية من الضوابط، أم أنها مؤشر على مشكلات عميقة في إدارة الأمن وتوجيه الجماهير؟ وهل ستستطيع فرنسا تجاوز هذه الأزمة دون أن يتكرر هذا السيناريو المؤلم؟
في النهاية، تبقى الحقيقة واحدة: فرحة الفوز لا يجب أن تتحول إلى مأساة، والمسؤولية مشتركة بين المشجعين والسلطات لضمان أن تكون الاحتفالات آمنة وممتعة للجميع.