ذات صلة

جمع

أزمة الماء الشروب في آسفي تُشعل موجة غضب: حزب العدالة والتنمية يندد ويطالب بمحاسبة المسؤولين

LES7TV : خالد الحافظ أعربت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية...

المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة يترقب قرعة مونديال “الشيلي 2025”

LES7TV : أيمن سيمكي تتجه أنظار عشاق كرة القدم، مساء...

تسمية المرافق العامة بأسماء شخصيات يهودية مغربية: بين تعزيز التعددية الدينية وإثارة حساسية الهوية الوطنية

Les7tv – أحمد الزوبيري

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط المغربية، تقدمت جمعية “المعهد المغربي لحقوق الإنسان” بمقترح لتسمية بعض المرافق العامة بمدينة أكادير بأسماء شخصيات يهودية مغربية بارزة. تستند الجمعية في مقترحها إلى مقتضيات ديباجة الدستور المغربي التي تكرس المكون العبري كعنصر أساسي من هوية المغرب المتعددة، إضافة إلى قرار رئيس المجلس الجماعي لأكادير الرامي إلى إشراك السكان في اختيار أسماء المرافق العامة.

ما يميز هذا المقترح هو رغبته في إبراز التنوع الديني الذي يزخر به المجتمع المغربي، ولا سيما المدينة التي تحفل بتاريخ مشترك بين مختلف الأديان والثقافات. تقترح الجمعية أسماء شخصيات يهودية تركت بصماتها في تاريخ أكادير، مثل أورنا بعزّيز، الناجية من زلزال 1960 ومؤلفة كتاب مرجعي عن المأساة، أو الفنانة نيطاع الكيّام، وأيضًا شخصيات سياسية ودينية بارزة كالحاخام خليفى بن مالكا.

غير أن هذه المبادرة لم تخلُ من إثارة ردود فعل متباينة، حيث يرى بعض المنتقدين أن تسمية المرافق العامة بأسماء شخصيات ذات انتماءات دينية معينة، لا سيما الأقلية اليهودية، قد تثير حساسيات اجتماعية أو سياسية في بلد تهيمن عليه الهوية الإسلامية بشكل عام. البعض يخشى أن تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة فتح نقاشات حول الهوية الوطنية والانتماءات الدينية في سياق سياسي واجتماعي هش.

من ناحية أخرى، يرحب المؤيدون للمبادرة باعتبارها تعبيرًا عن التعدد الثقافي والديني الذي يميز المغرب، ويؤكدون أن إنصاف جميع المكونات، بما فيها الأقلية اليهودية، يعزز الوحدة الوطنية ويصون الذاكرة الجماعية. كما يشددون على أن مثل هذه المبادرات تسهم في مكافحة التعصب والكراهية، وتعزز قيم التسامح والاحترام المتبادل.

ومما يعقد المسألة أن بعض الأسماء المقترحة تشمل شخصيات سياسية معروفة لها مواقف مثيرة للجدل، وهو ما قد يزيد من تعقيد التوافق المجتمعي حول هذه التسمية.

في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى استعداد المجتمع المغربي، وفي مقدمته مدينة أكادير، لتقبل تنوع الهويات الدينية والثقافية بشكل رسمي في الفضاءات العامة. هل ستكون هذه الخطوة مدخلاً لتعزيز التنوع والاندماج، أم أنها ستثير المزيد من الانقسامات والحساسيات؟

المبادرة بلا شك تطرح نقاشًا عميقًا حول الهوية الوطنية، التعددية الدينية، ودور الذاكرة الجماعية في بناء المجتمع المغربي. وهي فرصة لإعادة تقييم مفهوم الانتماء وشكل الوحدة الوطنية في سياق يحترم تاريخ الجميع ويحتفي به .