ذات صلة

جمع

مجزرة بلدية الجديدة… عيد الأضحى يكشف المستور وسط صمت رسمي مقلق

Les7tv-سفيان مطياف الجديدة في مشهد يعكس واقعاً مقلقاً للتدبير المحلي، تحوّلت...

هل مياه الشرب في آسفي صالحة للاستهلاك؟

Les7tv - خالد الحافظ هل مياه الشرب في آسفي صالحة...

مجزرة بلدية الجديدة… عيد الأضحى يكشف المستور وسط صمت رسمي مقلق

Les7tv-سفيان مطياف

الجديدة

في مشهد يعكس واقعاً مقلقاً للتدبير المحلي، تحوّلت المجزرة البلدية بمدينة الجديدة خلال أيام عيد الأضحى إلى بؤرة اختلالات صارخة، عرّت هشاشة البنية التحتية، وكشفت فوضى تنظيمية، وظروف اشتغال لا تليق بمرفق عمومي يُفترض أن يحترم معايير السلامة والصحة العامة.

ففي وقت يُفترض فيه أن يكون هذا المرفق الحيوي على أهبة الاستعداد لتلبية احتياجات السكان خلال مناسبة تعرف ارتفاعاً كبيراً في استهلاك اللحوم، بدت المجزرة وكأنها خارجة عن الزمن، تعاني الإهمال والتهميش، وتحولت إلى مصدر استياء عارم في أوساط المواطنين والمهنيين على حد سواء.

مشاهد صادمة ومعايير غائبة

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توثق الوضع المتردي للمجزرة، تُظهر أرضيات متهالكة تغمرها الدماء، وجدراناً متسخة، وانعداماً تاماً لشروط النظافة والتعقيم، في خرق واضح لأبسط المعايير الصحية. كما عاين مواطنون ارتباكاً تنظيمياً واضحاً، وغياب أي إشراف ميداني حقيقي، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً في الشارع الجديدي.

ظروف قاسية وصمت رسمي

العاملون داخل هذا الفضاء يشتغلون في ظروف غير إنسانية، وسط أدوات بدائية، ومرافق غير مهيأة، مما يطرح علامات استفهام حول الجهة المسؤولة عن هذا الوضع، ومدى التزام السلطات المحلية بإعادة تأهيل هذا المرفق الذي يُعد شرياناً أساسياً في دورة الاستهلاك الغذائي بالمدينة.

المقلق أكثر هو الصمت الرسمي الذي رافق هذه “الفضيحة”، حيث لم تُسجل أي تدخلات فورية من قبل الجهات الوصية، ولا خرجات إعلامية أو بلاغات توضيحية، في موقف يزيد من تعميق الشعور بالإحباط لدى المواطنين، ويفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول آليات الرقابة والمحاسبة.

غياب المجتمع المدني.. واستفهامات مشروعة

وفي ظل هذا الواقع، تساءل العديد من المتابعين عن دور جمعيات حماية المستهلك، وهيئات المجتمع المدني التي كثيراً ما تنصّب نفسها ناطقاً باسم الساكنة. فأين هي من هذا الإهمال الصحي الذي يهدد سلامة المواطنين؟ وأين اختفى صوتها في لحظة تستدعي التحرك والمساءلة؟

لحظة مفصلية أم مجرد سحابة عابرة؟

لقد كشف عيد الأضحى هذه السنة النقاب عن خلل بنيوي يتجاوز حدود مرفق واحد، ليُعبّر عن أزمة أعمق في الرؤية والتخطيط والمتابعة. إنها لحظة مفصلية يفترض أن تدفع نحو اتخاذ تدابير استعجالية لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء، والقطع مع سياسة الإهمال واللامبالاة التي لم تعد تُحتمل.

ويبقى السؤال معلقاً: هل ستلتقط الجهات المسؤولة هذه الإشارة القوية؟ أم أن مجزرة بلدية الجديدة ستظل عنواناً للفوضى المزمنة التي اعتادها المواطن، وتعايشت معها الجهات المعنية بصمت مثير للقلق؟