ذات صلة

جمع

أستاذ يورّط نفسه في فضيحة تسريب امتحان الباكالوريا بآسفي عبر واتساب

استنادًا إلى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي،...

بايتاس: الدولة ضخت 13 مليار درهم لدعم الجمعيات خلال سنتين وتستعد لإصلاح منظومة الشراكة

LES7TV : أيمن سيمكي كشف مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف...

خلاف شخصي يتحول إلى عنف وتخريب مادي بفاس: توقيف ثلاثيني ومواصلة البحث عن شقيقه

أوقفت مصالح الشرطة بولاية أمن فاس، اليوم الإثنين، شخصاً...

أزمة مياه آسفي: سد سيدي عبد الرحمان بين العودة للاستهلاك البشري والاستخدام الصناعي

Les7tv-آسفي

مدينة آسفي، التي تعاني منذ سنوات من نقص حاد في الموارد المائية، شهدت في الآونة الأخيرة أزمة كبيرة في إمدادات المياه، حيث انقطع عنها الماء لمدة تزيد عن أسبوع، مما أثار موجة من القلق بين السكان. ومنذ حوالي سنتين، كان سد سيدي عبد الرحمان، الذي يعرف بين أهل آسفي بـ”الباراج”، قد توقف عن تزويد المدينة بالمياه العذبة بسبب تدهور مستوى المخزون في السد. إلا أنه بعد هذه الأزمة الحادة، ظهرت أنباء عن نية إعادة تفعيل السد لإمداد المدينة بالمياه العذبة مجددًا. لكن، ما يروج اليوم يثير الكثير من التساؤلات والقلق لدى المواطنين.

في ظل الأزمة المائية التي يعيشها سكان مدينة آسفي، اتخذت الجهات المعنية قرارًا بإعادة تشغيل سد سيدي عبد الرحمان، والذي كان يُعتبر المصدر الرئيسي للمياه العذبة في المنطقة. بعد انقطاع استمر لنحو سنتين، يُتوقع أن يعود السد لتوفير مياه الشرب والاحتياجات اليومية للمدينة. هذا القرار كان بمثابة بارقة أمل للعديد من الآسفيين الذين عانوا من جفاف طويل، ولكن سرعان ما تبددت هذه الآمال مع الأخبار التي بدأت تتسرب حول استخدام مياه السد لأغراض صناعية.

ما يثير القلق حاليًا هو ما يُروج حول تخصيص مياه سد سيدي عبد الرحمان للاستخدام الصناعي، وبشكل خاص من قبل المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) في آسفي. فالمجمع الفوسفاطي، الذي يُعتبر أحد أكبر المجمعات الصناعية في المنطقة، يعاني من مشاكل تتعلق باستخدام مياه البحر المحلاة في عملياته الصناعية. التحلية، رغم كونها تقنية فعالة لإنتاج مياه صالحة للاستخدام، إلا أنها قد تؤدي إلى تآكل المعدات الصناعية بسبب المعادن والأملاح التي تحتوي عليها مياه البحر.

ولذلك، يسعى المكتب الشريف للفوسفاط إلى استخدام مياه سد سيدي عبد الرحمان لسد احتياجاته المائية الصناعية، وهو ما يثير مخاوف السكان الذين يرون في هذه الخطوة خطرًا على إمدادات المياه العذبة التي يعتمدون عليها بشكل رئيسي. إن تخصيص مياه السد للاستخدام الصناعي في وقت كانت المدينة بحاجة ماسّة إلى هذه المياه للاستهلاك البشري يضع السكان في مواجهة أزمة جديدة.

إن ما يروج حول استخدام مياه سد سيدي عبد الرحمان من قبل المكتب الشريف للفوسفاط، بدلًا من تخصيصها للمواطنين، يعتبر تهديدًا مباشرًا لحقوق ساكنة آسفي في الحصول على مياه الشرب. فبينما تعاني المدينة من شح المياه، من غير المقبول أن تكون المياه العذبة، التي هي في الأساس حق أساسي لكل إنسان، محصورة في الاستخدامات الصناعية فقط.

من المهم أن تُؤخذ مصلحة المواطنين في الاعتبار عند اتخاذ القرارات المتعلقة بمصادر المياه. فلا شك أن حاجة المجمع الفوسفاطي للمياه أمر ضروري للحفاظ على الإنتاج الصناعي، ولكن ذلك يجب ألا يأتي على حساب حقوق ساكنة آسفي في الحصول على مياه الشرب. يجب أن تتم إعادة تفعيل سد سيدي عبد الرحمان مع ضمان تخصيص مياه السد للاستهلاك البشري أولًا، مع مراعاة التوازن بين احتياجات الصناعة وحقوق المواطنين. إن التنسيق بين كافة الجهات المعنية ضروري لتجنب تفاقم أزمة المياه في المدينة.