الرباط – 5 يوليوز 2025
في أول رد له على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، بشأن فشل ملتمس الرقابة الذي كانت تعوّل عليه المعارضة، خرج نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بتصريح لافت حمل رسائل سياسية مباشرة وغير مباشرة.
خلال كلمة له في لقاء تواصلي جمع قيادة حزب التقدم والاشتراكية بمنتخبيه، قال بنعبد الله مخاطباً زعيم “الوردة”: “وقّر علينا هاد الحزب، ولي قلب علينا غا يلقانا”، في إشارة واضحة إلى أن حزبه ليس في وارد الدخول في سجالات جانبية تضعف العمل المعارض.
أزمة داخل المعارضة.. واتهامات بتفضيل الحسابات السياسية
وانتقد بنعبد الله ما وصفه بـ”غياب المعارضة الحقيقية” داخل مجلس النواب، معتبراً أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل ملتمس الرقابة هو تشظي صفوف المعارضة وتغليب بعض الأطراف للمصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة العامة.
وقال في هذا السياق: “العديد من المواطنين يتساءلون عن أسباب تشتت المعارضة، ولماذا لم تنجح في تقديم ملتمس رقابة موحد؟”، مبرزاً أن حزب التقدم والاشتراكية “يبقى قوة سياسية يُعتمد عليها، لأنه يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، خلافاً لأطراف أخرى أفشلت المبادرة خدمة لأجندات غير معلنة”، في تلميح واضح لحزب الاتحاد الاشتراكي.
حزب يقود وساطة بين “معارضات” متعددة
وأشار بنعبد الله إلى أن “المشهد السياسي لا يعرف اليوم معارضة واحدة، بل معارضات متعددة المشارب والتوجهات، من اليسار واليمين والوسط”، مضيفاً: “نحن نتحاور مع الجميع داخل مجلس النواب، بحكم العلاقات الجيدة التي تجمعنا بمختلف الفرقاء، ونتحمل عبء محاولة تجميع صفوفهم رغم خلافاتهم”.
وأوضح أن هذه الوساطة صعبة ومعقدة، خاصة “حين يرفض البعض أي دور تحكيمي”، في إشارة إلى تصريح سابق لإدريس لشكر تساءل فيه عن الجهة التي خولت لحزب التقدم والاشتراكية مهمة التنسيق داخل المعارضة.
رفض الاصطفاف في “المياه العكرة”
وفي رده على انتقادات لشكر الأخيرة، التي طالت حزب التقدم والاشتراكية بخصوص كواليس ملتمس الرقابة، قال بنعبد الله بلهجة حازمة: “من الأفضل أن توقروا علينا هذا الحزب، لأنه من يبحث عنه سيجدنا حاضرين، وسأكون في المقدمة”.
وأكد الأمين العام لحزب “الرفاق” أن حزبه “لن ينجر إلى الردود الانفعالية أو الاصطفاف في صفوف من يعمّقون الخلاف داخل المعارضة”، مضيفاً: “نحن حزب جاد ومسؤول، نمارس السياسة بمقاربة بناءة، ولسنا ممن يسعون إلى تأجيج الأوضاع أو خلق البلبلة كما حصل في ملتمس الرقابة الأخير”.
وشدد بنعبد الله على أن حزب التقدم والاشتراكية ليس مستعداً للاستمرار في الخوض في “المياه العكرة”، مبرزاً أن سلوك الحزب طيلة السنوات الماضية يشهد على سعيه الدائم إلى التقريب بين وجهات النظر، والعمل من أجل معارضة قوية ومتماسكة تخدم الصالح العام.
