آسفي – السبت 5 يوليوز 2025
في أجواء سياسية مشحونة بالتطلعات التنظيمية والتحديات الحزبية، احتضنت مدينة آسفي، يوم السبت، أشغال الدورة الخامسة للمجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، تحت شعار: “الحركة هي الأصل وهي البديل”، في محطة وُصفت من قبل المتابعين والمشاركين بأنها “ناجحة تنظيمياً وغنية سياسياً”، وتشكل نقطة تحول في مسار الحزب نحو التموقع الجهوي واستعادة زمام المبادرة السياسية، بمقاربة معارضة بناءة وفعّالة.
شعار الدورة: إعلان نوايا أم ميثاق سياسي جديد؟
لم يكن اختيار شعار الدورة عشوائيًا، بل حمل دلالات عميقة حول توجه الحزب نحو إعادة التموقع في المشهد السياسي الوطني. وفي كلمته الافتتاحية، شدد الأمين العام للحركة الشعبية، محمد أوزين، على أن المرحلة تستوجب تجديد هياكل الحزب والانفتاح على الطاقات الشابة، مع التركيز على الجهوية كخيار مؤسساتي وتنظيمي يعزز ثقة المواطن في العمل الحزبي، خصوصًا في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
آسفي.. محطة محورية في مسار الهيكلة الجهوية
اختيار مدينة آسفي لعقد هذه الدورة لم يكن محض صدفة، بل يعكس تموقعها ضمن استراتيجية الحزب للانفتاح على الجهات وتعزيز البعد الجهوي في عمله. وأكد أوزين أن آسفي أصبحت اليوم “محطة مركزية ضمن خريطة الحزب التأطيرية”، مشيدًا بالدينامية التي تعرفها أقاليم جهة مراكش–آسفي، والتي تُعد نموذجًا لما تسعى إليه الحركة من تجذير التنظيمات الجهوية.
عادل السباعي.. حضور لافت يعكس صعودًا تنظيميًا وسياسيًا
كان عادل السباعي، رئيس المجلس الوطني للحزب ونائب برلماني عن الحركة الشعبية، من بين الأسماء البارزة في هذه الدورة، حيث لعب دورًا محوريًا في التنظيم والتأطير والتفاعل مع الفروع الحزبية القادمة من مختلف جهات المملكة. وأشاد الأمين العام بجهود السباعي، معتبرًا إياه “نموذجًا للقيادة الجهوية المنفتحة والمسؤولة”، وأحد الوجوه الصاعدة التي تعكس الجيل الجديد في الحركة.
الحاج مبارك السباعي.. تجسيد فعلي للتكامل بين المحلي والمؤسساتي
إلى جانب الأدوار التنظيمية، كان لحضور الحاج مبارك السباعي، المستشار البرلماني ورئيس جماعة المعاشات، وقع خاص خلال أشغال المجلس، حيث شكل نموذجًا للتناغم بين التمثيل الترابي والعمل البرلماني. وقد نوه المشاركون بتجربته في تدبير الشأن المحلي، معتبرين أنها تجسد فعليًا توجه الحزب نحو ربط العمل الحزبي بالمؤسسات القريبة من المواطن.
خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة
أجمعت المداخلات على دعم خارطة الطريق التي اقترحها المكتب السياسي، والتي ترتكز على:
- إعادة هيكلة الفروع الجهوية وتفعيل أدوارها.
- تشبيب الأجهزة التنظيمية وضخ كفاءات جديدة.
- تطوير آليات التأطير السياسي وتعزيز التواصل مع المواطن.
- تجاوز منطق الحضور المناسباتي نحو بناء استراتيجية حزبية دائمة وميدانية.
كما أكد المشاركون أن هذه الدورة تأتي في سياق تحضيري مهم للاستحقاقات المقبلة، مما يستوجب تعبئة تنظيمية وتواصلية شاملة.
رسائل سياسية وميدانية… ودينامية قابلة للتحول إلى فعل
في ختام أشغال الدورة، خرج المشاركون بقناعة واضحة: أن الحركة الشعبية بصدد استعادة مكانتها كقوة اقتراحية جادة، تمتلك رصيدًا تنظيمياً متجددًا وطموحًا سياسيًا قابلًا للترجمة على أرض الواقع.
وتبقى التحديات الأساسية، حسب الفاعلين، متمثلة في تحويل هذه الدينامية التنظيمية إلى نتائج ملموسة، سواء على مستوى تأطير المواطن، أو تطوير الأداء الحزبي، أو تعزيز الحضور داخل المؤسسات التمثيلية.