خالد الحافظ _ LE S7TV
الرباط – في جو يملؤه الحزن والأسى، ودّعت الساحة المغربية الشعبية اليوم أحد أبرز رموز التبوريدة والفروسية التقليدية، با ثامي المعروف بلقب “مول الكلة”، الذي ارتبط اسمه على مدى سنوات طويلة بحضور أصيل ومؤثر في مختلف عروض الفروسية الوطنية.
كان با ثامي أكثر من مجرد مشارك في التبوريدة، بل كان وجهًا مألوفًا ومحبوبًا، يحمل قنينة الطين ويرفعها عاليًا بفخر، في لحظات احتفال تتزامن مع انطلاق الطلقة النارية المتناسقة، التي تعكس براعة الفارس المغربي وروح الانسجام الجماعي. صوته الصدّاح وضحكته المميزة كانا يملآن الفضاءات التراثية حيوية وفرحًا، وكأنهما جزء لا يتجزأ من العرض.
برحيل با ثامي، فقدت التبوريدة واحدًا من رموزها الشعبيين الذين جسدوا الهوية المغربية في أبهى تجلياتها. لم يكن مجرد رجل يرتدي الجلباب ويحمل “الكلة”، بل كان ذاكرة حية لجيلٍ من الممارسين والمحبين لهذا الفن الأصيل، وجسرًا يربط الحاضر بالماضي، يذكّرنا بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي والاعتزاز به.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل مثواه الجنة، وأن يخلد ذكراه في قلوب كل من عرفوه، وفي كل طلقة تبوريدة ستنطلق بإتقان، كما كان يحب ويحتفل.
إنـــــــا للـــــه وإنـــــا إلــــيــــه راجــــــعـــــــــون.