هيئة التحرير _ LES7TV
بني ملال، السبت 12 يوليوز 2025 –
أعلنت السلطات المحلية بإقليم بني ملال عن إنهاء الشكل الاحتجاجي الخطير الذي أقدم عليه شخص في منتصف الأربعينات من عمره، بعد أن اعتصم لعدة أيام فوق خزان مياه مرتفع بالجماعة الترابية أولاد يوسف، في خطوة تصعيدية انتهت بإلقائه بنفسه من أعلى الخزان مع لف حبل حول عنقه، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث يرقد حاليا بقسم العناية المركزة في حالة حرجة.
وأوضحت مصادر رسمية أن السلطات الإقليمية، مدعومة بممثلين عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وعدد من أفراد عائلة المعني بالأمر، بذلت جهودا مكثفة طيلة فترة الاعتصام من أجل إقناعه بإنهاء احتجاجه السلمي ومواكبة مطالبه عبر المساطر القانونية المعمول بها، إلا أن جميع محاولات الحوار لم تجد نفعاً.
وفي تطور بالغ الخطورة، أقدم المعتصم ليلة الجمعة 11 يوليوز على تنفيذ مناورة استدراجية عبر التظاهر بوعكة صحية، مستنجداً بعناصر الوقاية المدنية. وحين صعد عنصران منهم لتقديم المساعدة، عمد إلى احتجاز أحدهما تحت التهديد بواسطة أداة حادة، وتكبيله والاعتداء عليه جسدياً، قبل أن يدفعه من أعلى الخزان، مما تسبب له في كسور بليغة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً.
ونظراً لما أصبح يشكله هذا السلوك من تهديد مباشر على حياة المعني بالأمر وعلى سلامة الآخرين، تدخلت عناصر الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لمحاصرته وتحييد الخطر، إلا أنه قاوم بعنف مستخدماً أدوات حادة وراضة، بالإضافة إلى إلقاء الحجارة.
وقد تم وضع وسادة مطاطية ممتصة للصدمات في قاعدة الخزان في محاولة لإنقاذه، غير أنه أقدم على القفز من أعلى، في خطوة وصفتها السلطات بأنها “خطيرة ويائسة”.
هذا وقد باشرت مصالح الدرك الملكي تحقيقاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن كافة ملابسات الواقعة ودوافعها، في وقت تتابع فيه السلطات الوضع الصحي للمصابَين، سواء المعتصم أو عنصر الوقاية المدنية المصاب.
وتسلّط هذه الواقعة الضوء على التحديات المرتبطة بالتعامل مع الاحتجاجات الفردية ذات الطابع الخطير، وعلى أهمية تعزيز آليات الوساطة الاجتماعية والتدخل النفسي المبكر.