إبراهيم أبركان _ برشلونة
يشهد الخطاب السياسي في إسبانيا انزلاقاً مقلقاً نحو التطرف، مع تصاعد نبرة التحريض التي يعتمدها حزب “فوكس” (Vox) اليميني المتطرف، والتي باتت تُتهم بتحويل الرأي السياسي إلى أداة لتأجيج الكراهية وتأليب الشارع ضد المهاجرين، والمسلمين، ومختلف الأقليات.
ولم يعد الخطاب المعادي للأجانب مجرد موقف سياسي متشدد، بل أصبح، وفق ملاحظين، عاملاً مباشراً في إنتاج العنف والتمييز، حيث يُصور المهاجرون كسبب رئيسي في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كالبطالة وانعدام الأمن، ما يغذي مشاعر الخوف والرفض تجاههم داخل المجتمع الإسباني.
هذا المناخ المتوتر كانت له انعكاسات ملموسة على أرض الواقع، تجسدت في أحداث عنف متفرقة، من أبرزها ما وقع مؤخراً في مورسيا، إلى جانب حادثة إحراق مسجد بمدينة بييرا (Piera)، في مؤشر واضح على تحوّل الخطاب العدائي إلى أفعال إجرامية تستهدف المسلمين والرموز الدينية.
كما تم تسجيل عدد من الاعتداءات التي نفذها متطرفون يمينيون تأثروا بخطاب الكراهية الذي تبثه الأحزاب اليمينية المتشددة، في مقدمتها “فوكس”. وهو ما يعزز القناعة بأن هذا النوع من الخطاب لا يندرج ضمن حرية التعبير، بل يُمثل تهديداً مباشراً لقيم العيش المشترك والتعدد الثقافي والديني في بلد يُفترض أنه ديمقراطي.
أمام هذا الواقع، تبدو الحاجة ملحة إلى تعبئة شاملة تشمل الأطر القانونية، والإعلامية، والمجتمعية، لمواجهة هذا التصعيد قبل أن يتحول إلى نمط سلوك دائم، يهدد الاستقرار المجتمعي ويؤسس لمرحلة عنف مؤدلج يصعب احتواؤه.