إبراهيم أبركان _ LES7TV
مدريد – في ظل تنامي موجة العنف العنصري وخطاب الكراهية بإسبانيا، أعلنت الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين عن تعبئة طاقم من المحامين للدفاع عن ضحايا الاعتداءات التي استهدفت مهاجرين مغاربة، خصوصاً في إقليم مورسيا، جنوب شرق البلاد. الاعتداءات التي وصفتها الجمعية بـ”جرائم كراهية” تأتي في سياق مقلق من التحريض السياسي والتعبئة ضد الأجانب.
وفي تصريح خاص للموقع ، أوضح رئيس الجمعية أحمد خليفة أن هذه الاعتداءات لم تكن حوادث معزولة، بل جاءت كنتيجة مباشرة للتصعيد العنصري الذي يقوده اليمين المتطرف، وعلى رأسه حزب فوكس. وقال خليفة إن بعض قيادات الحزب بدأوا مؤخراً في الترويج العلني لفكرة “طرد المهاجرين”، مشيراً إلى أن أحدهم طالب بطرد نحو 8 ملايين مهاجر وأبنائهم من التراب الإسباني.
وأضاف المتحدث أن الوضع في مورسيا –التي يشكل المهاجرون فيها نحو ثلث السكان البالغ عددهم حوالي 30 ألف نسمة– بات ينذر بالانفجار، خصوصاً بعد أن تحولت بعض المنشورات التحريضية على المنصات الرقمية إلى هجمات فعلية على مهاجرين مغاربة، شملت اعتداءات جسدية باستخدام الهراوات والأسلحة البيضاء، وتخريب ممتلكاتهم من محلات وسيارات.
كما سجلت الجمعية مواجهات مباشرة بين شباب مغاربة وعناصر من اليمين المتطرف، في ظل تقاعس أمني أولي استدعى لاحقاً تدخل قوات الحرس المدني من أقاليم مجاورة لاستعادة السيطرة.
وفي محاولة لحماية الجالية، قامت الجمعية بمراسلة السلطات المحلية، وأصدرت توصيات للمهاجرين المغاربة بتفادي الخروج ليلاً، والابتعاد عن الاحتكاك المباشر أو الرد على الاستفزازات.
وأكد خليفة أن فريقاً قانونياً متخصصاً تم وضعه رهن إشارة أي مهاجر مغربي تعرض للاعتداء أو التهديد أو التخريب، مشدداً على أن خدمات الدعم والمرافعة ستكون مجانية وتشمل جميع الضحايا دون استثناء.
وعبّرت الجمعية في بيانها عن قلقها من تصاعد الخطابات السياسية التحريضية التي تمنح، وفق تعبيرها، “شرعية زائفة للاعتداء على المهاجرين تحت غطاء حماية الهوية الوطنية”، داعية السلطات والمؤسسات الرسمية إلى التحرك العاجل لوقف هذا “النزيف الخطابي” الذي قد يتحول إلى أزمة أمنية واجتماعية واسعة.
وفي ختام تصريحه، ناشد خليفة وسائل الإعلام الإسبانية بتوخي الحياد في تغطية الأحداث، داعياً إلى التمييز بين الجناة الأفراد وباقي أفراد الجالية المغربية، محذراً من أن استمرار التعميم في الخطاب الإعلامي قد يؤدي إلى توسع دائرة العنف نحو أقاليم أخرى، وهو ما بدأت تظهر ملامحه فعلاً على الأرض.