إبراهيم أبركان _ LES7TV
في تطور سياسي وقضائي لافت بإسبانيا، تقدم حزب العمال الاشتراكي الإسباني فرع مورسيا بشكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام ضد خوسيه أنخيل أنتيلو، الزعيم الإقليمي لحزب فوكس اليميني المتطرف، بسبب ما اعتبره تصريحات تحريضية ضد المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، وفي مقدمتهم المغاربة.
الشكوى جاءت عقب كلمة ألقاها أنتيلو خلال تجمع حزبي نظمه فوكس نهاية الأسبوع المنصرم في بلدة توري باتشيكو تحت شعار دافع عن نفسك ضد انعدام الأمن، حيث ربط بشكل مباشر بين ارتفاع معدلات الجريمة ووجود مهاجرين غير نظاميين، قائلا إنهم يشكلون تهديدا يوميا وإنه لا مكان لهم في إسبانيا، متعهدا بطردهم بشكل جماعي.
هذه التصريحات التي وُصفت بالمحرضة على الكراهية أثارت موجة غضب واسعة في أوساط الأحزاب اليسارية ومنظمات المجتمع المدني الإسباني، التي رأت فيها انتهاكا صارخا للقيم الديمقراطية ولحقوق الإنسان، خاصة وأنها تزامنت مع تداول مقاطع فيديو وصور توثق لحملات وصفت بالتحريضية والمخالفة للقانون.
حزب بوديموس، بدوره، أعلن عن عزمه رفع دعوى مماثلة ضد قادة حزب فوكس، بمن فيهم زعيمه الوطني سانتياغو أباسكال، متهما إياهم بالترويج لخطاب الكراهية والتحريض على العنف ضد فئة من السكان فقط لكونهم مهاجرين. كما دعا الحزب الحكومة الإسبانية إلى اتخاذ موقف صارم لحماية كرامة وسلامة المهاجرين.
من جهته، شدد حزب العمال الاشتراكي على أن هذه التصريحات تتعارض كليا مع القيم التي يقوم عليها النظام الديمقراطي الإسباني، وتمس بأمن وكرامة آلاف المهاجرين الذين يعيشون في منطقة مورسيا. وأكد الحزب أن السكوت على مثل هذه الخطابات من شأنه أن يهدد السلم المجتمعي، محملا الحزب الشعبي جزءا من المسؤولية بسبب ما وصفه بالتواطؤ غير المباشر مع خطاب الكراهية الذي يروج له فوكس.
تأتي هذه الأحداث في سياق تصاعد التوترات المرتبطة بملف الهجرة في إسبانيا، خاصة في المناطق الزراعية مثل مورسيا التي تعتمد بشكل كبير على اليد العاملة الأجنبية، وعلى رأسها الجالية المغربية. ورغم مساهماتهم المهمة في دعم الاقتصاد المحلي، لا يزال هؤلاء المهاجرون عرضة لحملات تشويه وتحريض من قبل بعض التيارات السياسية المتطرفة.
ومع تحرك القضاء الإسباني للنظر في هذه التصريحات المثيرة للجدل، يتوقع أن تشكل هذه القضية محطة فاصلة في النقاش السياسي حول الهجرة والاندماج وخطاب الكراهية داخل إسبانيا.