خالد الحافظ _ LES7TV
كشفت دراسة علمية أنجزها خبراء بطلب من المكتب الوطني للكهرباء، عن معطيات مقلقة بشأن الآثار البيئية والاجتماعية للمحطة الحرارية بآسفي، والتي تعد من أكبر المشاريع الصناعية على الساحل الأطلسي المغربي. الدراسة، التي تناولت بالتفصيل مناطق التأثير المباشر وغير المباشر للمحطة، تنبّه إلى تداعيات كبيرة تهدد التنوع البيولوجي، والنظام البيئي البحري والبري، وحتى جودة الحياة في المدار الحضري لمدينة آسفي.
النباتات والحيوانات أولى الضحايا
وحسب مضامين الدراسة، فإن تشغيل المحطة الحرارية، التي تعتمد على حرق “الفحم الحجري” لإنتاج الطاقة الكهربائية، سيتسبب في تدهور ملحوظ للحياة النباتية والحيوانية في المنطقة. وأشارت إلى أن هذا التأثير سيطال الأحياء البحرية مثل الأسماك والكائنات الدقيقة، والأحياء البرية التي تستوطن محيط المشروع.
من بين أبرز الكائنات البرية المهددة، تبرز حشرة الجندب التي لم يكن معروفاً أنها تعيش في المنطقة، قبل أن يتم اكتشافها بكثافة غير معهودة في محيط المشروع، مما يُبرز مدى فرادة التنوع البيولوجي المحلي.
كما ستتأثر بشكل مباشر طائر “جلم الماء البليري”، أحد الطيور النادرة والمصنفة عالمياً ضمن الكائنات المهددة بالانقراض، مما يشكل إنذاراً بيئياً خطيراً يستوجب التدخل العاجل من الجهات الوصية على البيئة وحماية الحياة البرية.
آسفي في قلب منطقة التأثير المباشر
وتبرز الدراسة أن المدار الحضري لمدينة آسفي سيدخل ضمن نطاق التأثير المباشر للمحطة عند انطلاق عملية توليد الكهرباء. وتشير التقديرات إلى أن الغازات والانبعاثات الناتجة عن حرق الفحم الحجري داخل التوربينات الضخمة ستنعكس سلباً على جودة الهواء ومياه البحر، ما قد يؤدي إلى تغيّرات مناخية وبيئية ملموسة في المنطقة.
تحذيرات علمية ومخاوف محلية
ورغم أهمية المشروع من الناحية الطاقية والاقتصادية، إلا أن الدراسة تطرح تساؤلات كبرى حول كلفة التنمية إذا جاءت على حساب البيئة والصحة العامة. كما أنها تعزز من مطالب عدد من الفاعلين المحليين والحقوقيين الذين ينادون بضرورة الموازنة بين الاستثمار الصناعي والحفاظ على التوازن الإيكولوجي، وفقاً للتوجهات الوطنية في مجال التنمية المستدامة.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل ستأخذ الجهات المسؤولة هذه التحذيرات العلمية على محمل الجد؟ أم أن منطق “التنمية بأي ثمن” سيستمر، حتى ولو كان الثمن هو فقدان تراث طبيعي لا يُعوَّض.