هيئة التحرير _ LES7TV
آسفي – في واقعة صادمة هزّت الرأي العام المحلي بمدينة آسفي، تعرضت شابة في العشرينيات من عمرها لخطأ طبي فادح داخل عيادة خاصة بطب النساء والتوليد، تقع على مقربة من مستشفى محمد الخامس الإقليمي، ما تسبب لها في عاهة مستديمة أفقدتها الأمل في الإنجاب مدى الحياة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد قصدت الضحية، رفقة زوجها، عيادة طبيب معروف بالمدينة بعد تعرضها لنزيف داخلي إثر سقوط جنينها، آملة في الحصول على رعاية طبية مستعجلة من مختص قالت إنها اختارته لأنه “يخاف الله” بحسب تصريحها. غير أن الطبيب المعني، عوض التكفل الشخصي بالحالة، وجهها إلى عيادة قريبة وحدد لها موعدًا لإجراء عملية جراحية، مشيرًا إلى أنها تعاني من “ميكروب على مستوى قناتي فالوب” وسيتولى إزالته.
العملية أُجريت بالفعل، وغادرت الضحية العيادة دون إشعار بأي مضاعفات. غير أن الصدمة الكبرى جاءت بعد خمسة أشهر من المتابعة الطبية، حيث تبين للزوجين، بعد زيارة طبيب مختص بمدينة الدار البيضاء وإجراء فحوصات وتحاليل دقيقة، أن الطبيب الأول أقدم على استئصال قناتي فالوب بالكامل، ما يجعل الحمل مستحيلًا نهائيًا دون أي إشعار أو موافقة مسبقة من الضحية.
أمام هول الصدمة، لجأ الزوج إلى المحكمة الابتدائية بآسفي، حيث تقدم بشكاية رسمية في شهر مارس المنصرم، وعين محاميًا لمتابعة القضية. غير أن المفاجأة الثانية كانت حين اكتشف لاحقًا، وبالضبط في شهر يونيو، أن الملف قد تم حفظه دون إشعار، ما دفعه إلى المطالبة بإعادة فتحه والبث فيه من جديد.
حتى الآن، لم يبادر الطبيب المتهم بأي خطوة لحل الوضع أو حتى التفاوض مع الضحية، التي تطالب اليوم بفتح تحقيق عاجل، وتعويض عادل، وإنزال العقوبات القانونية في حق الطبيب الذي تسبب في عاهة لا يمكن إصلاحها.
وتعيد هذه الحادثة المأساوية إلى الواجهة سؤال الرقابة على القطاع الصحي الخاص، وضرورة تفعيل المتابعة القضائية في مثل هذه القضايا التي تمس حياة المواطنين وكرامتهم الإنسانية.