هيئة التحرير _ LES7TV
دعت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان إلى إنهاء نهائي لملف معتقلي أحداث الريف، الذي امتد لأزيد من تسع سنوات، معتبرة أن الأجواء الإنسانية التي رافقت جنازة الراحل أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي، شكلت لحظة فارقة تفتح الباب أمام انفراج شامل.
وفي بلاغ لمكتبها التنفيذي، تقدمت المنظمة بتعازيها لأسرة الزفزافي، مثمنة المبادرة الإنسانية للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التي مكنت ناصر الزفزافي من حضور جنازة والده بمدينة الحسيمة. كما جددت مطلبها بتمتيع ما تبقى من المعتقلين بعفو ملكي، مؤكدة أن هذه الخطوة ستنهي معاناة الأسر وتؤسس لمرحلة جديدة قائمة على المصالحة والثقة.
وشددت المنظمة على أهمية تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بمنطقة الريف، خاصة ما يهم جبر الضرر الجماعي وحفظ الذاكرة، معلنة استعدادها للقيام بأدوار الوساطة والحوار مع الساكنة للمساهمة في تنزيل مشاريع تنموية ذات بعد اقتصادي واجتماعي.
الجنازة التي أقيمت بأجدير ضواحي الحسيمة يوم الخميس الماضي، شهدت حضوراً واسعاً من أبناء المنطقة، حيث ألقى ناصر الزفزافي كلمة مؤثرة أكد فيها أن “الوطن فوق كل اعتبار”، معرباً عن امتنانه لإدارة السجون التي سهلت حضوره. كما استحضر مسار والده الراحل، واصفاً إياه بـ “أبو الحرائر والأحرار”، ومشدداً على وحدة الوطن بمختلف جهاته.
الزفزافي أشار إلى أن كثافة الحضور في الجنازة تحمل دلالات وطنية عميقة، معتبراً أن “وجود المشيعين هو انتصار للوطن”، في إشارة إلى التعبير الجماعي عن وحدة المشاعر الوطنية رغم اختلاف الآراء.
من جانبه، اعتبر وزير العدل الأسبق، مصطفى الرميد، أن تمكين ناصر الزفزافي من حضور جنازة والده شكل “لحظة استثنائية” عكست نضجاً في التعاطي مع الملف. وأوضح في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك أن الظهور الحر للزفزافي بين مئات المشيعين “يعكس تطوراً واضحاً” في مسار هذا الملف، الذي يشهد – حسب تعبيره – انفراجات متوالية قد تقود إلى “انعطافة نهائية” في القريب.
جدير بالذكر أن أحمد الزفزافي، والد قائد “حراك الريف”، توفي يوم الأربعاء الماضي بعد صراع طويل مع المرض، مخلفاً حزناً عميقاً لدى أسرته وعموم المتعاطفين مع قضية الريف، الذين اعتبروا رحيله خسارة لرمز حمل مواقف وذاكرة مرتبطة بمسار طويل من الاحتجاجات والحقوق.