ابن جرير – السبت 5 يوليوز 2025
عاشت مدينة ابن جرير، ليلة استثنائية مشحونة بالتوتر والعنف، بعدما تحولت بعض أحيائها إلى مسرح لمواجهات وصفت بالخطيرة، تزامناً مع احتفالات عاشوراء التي اتخذت منحى غير تقليدي وأخرجت الوضع الأمني عن السيطرة في عدة نقاط.
فقد وجدت عناصر فرقة الدراجين التابعة للأمن الوطني نفسها أمام تحدٍ كبير، تمثل في تغطية شاملة لأحياء المدينة وسط تنقلات مرهقة، واستجابات متكررة لحالات التجمهر والتخريب، واحتكاكات مع قاصرين مسلحين بالشهب الاصطناعية وقنينات الغاز، ما أدى إلى تشنج الأعصاب واستنزاف جسدي واضح في صفوف العناصر الأمنية.
في مشهد يعكس خطورة ما وقع، أضرمت النيران في عدد من الأماكن وسط المدينة، وجرى استعمال قنينات الغاز بشكل عشوائي وخطير، دون أدنى اعتبار لسلامة المارة أو المتجمهرين، خصوصاً الأطفال. الأخطر من ذلك، أن بعض الأشخاص كانوا على علم بوجود هذه القنينات وسط الإطارات المشتعلة، لكنهم امتنعوا عن تنبيه المواطنين أو رجال الأمن، ما كاد يتسبب في كوارث بشرية.
وبالرغم من التدخل الأمني السريع في عدد من الأحياء، إلا أن أحياء مثل “الحي الجديد” و”إفريقيا” شهدت أوضاعاً أكثر خطورة، مع تسجيل غياب ملحوظ للتدخلات الميدانية المباشرة، حيث اكتفت بعض الدوريات بالمرور دون التصدي الفعلي للتهديدات، رغم كونها نقاطاً ملتهبة تفوق في خطورتها باقي المناطق.
هذه الأحداث تعيد إلى الواجهة التساؤلات حول الحاجة الملحة لإعادة النظر في مقاربات التوعية والضبط الاجتماعي، خاصة في ظل تفشي السلوكيات المنفلتة في صفوف القاصرين. كما دق العديد من المتابعين ناقوس الخطر بشأن دور المنظومة التعليمية والدينية، مطالبين بفتح المساجد وتكثيف برامج التوعية والموعظة، لتقويم هذا الانحراف قبل فوات الأوان.
ففي الوقت الذي تواجه فيه الدولة ظواهر شبابية لا تخشى حتى الموت، فإن غياب البدائل التربوية والقيمية قد ينذر بمستقبل لا يقل خطورة عن أحداث الليلة الماضية.