هيئة التحرير _ LES7TV
الرباط – بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش المملكة، ألقى الملك محمد السادس، مساء الإثنين، خطاب العرش الذي حمل رسائل سياسية ودبلوماسية قوية، أبرزها التأكيد على موقف المغرب الثابت تجاه الجارة الشرقية الجزائر، والتشبث بإحياء مشروع اتحاد المغرب العربي، إضافة إلى تجديد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
وجدد جلالة الملك، في مستهل خطابه، التأكيد على عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين الشعبين المغربي والجزائري، قائلاً: “الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالشعب المغربي أواصر الدين والجغرافيا والمصير المشترك”، في رسالة واضحة تؤكد استمرار المغرب في نهجه القائم على حسن الجوار والانفتاح.
كما شدد العاهل المغربي على أن “المغرب حرص دائمًا على مد اليد لإخواننا في الجزائر من أجل حوار صادق لتجاوز الوضع المؤسف”، في إشارة إلى حالة الجمود السياسي التي تطبع العلاقات بين البلدين منذ سنوات، مؤكدًا استعداد المملكة لفتح صفحة جديدة مبنية على التفاهم والتعاون.
وفي سياق تعزيز التكامل الإقليمي، أعاد جلالة الملك التأكيد على تمسك المغرب بمشروع اتحاد المغرب العربي، معتبراً أن تحقيق هذا الحلم الإقليمي يمر أساساً عبر “وجود المغرب والجزائر”، مما يعكس رغبة الرباط الصادقة في إعادة بعث هذا الاتحاد الذي ظل معطلاً رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على تأسيسه.
على الصعيد الدولي، عبّر الملك محمد السادس عن شكره وامتنانه للمملكة المتحدة وجمهورية البرتغال، على ما وصفه بـ**”موقفهما البناء الذي يساند مبادرة الحكم الذاتي”** التي تطرحها المملكة كحل سياسي واقعي ومتوافق عليه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وفي ختام خطابه، أكد جلالة الملك أن المغرب يظل ملتزماً بخيار التوافق والحل السلمي، مشدداً على أن المملكة “تحرص على حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه كل الأطراف”، في إشارة إلى استعداد الرباط للانخراط في أي مسار أممي جاد ومتوازن يهدف إلى إنهاء هذا النزاع الطويل الأمد.
ويحمل خطاب العرش لهذه السنة رسائل واضحة حول ثوابت الدبلوماسية المغربية، سواء على مستوى العلاقات الثنائية مع الجارة الجزائر، أو في ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، ما يعكس تمسك المغرب بنهج الاعتدال والانفتاح في سياسته الخارجية، مع الإصرار على حماية مصالحه الحيوية.