ذات صلة

جمع

الدور التنموي للجماعات الترابية في تنظيم كأس العالم 2030

الدكتورة إيمان ناجح _ LES7TV دكتورة في القانون العام...

تقارير الحسابات تكشف اختلالات خطيرة في تدبير العقار الجماعي

هيئة التحرير _ LES7TV  كشفت مصادر مطلعة لـلجريدة أن تقارير...

شعارات انفصالية في جنازة بكلميم تثير الجدل

هيئة التحرير _ LES7TV  كلميم – في واقعة مثيرة للجدل،...

احتلال الملك العمومي بالمدينة العتيقة بمراكش يثير استياء الساكنة

  مراكش – هيئة التحرير عاد ملف احتلال الملك العمومي إلى...

الدور التنموي للجماعات الترابية في تنظيم كأس العالم 2030

الدكتورة إيمان ناجح _ LES7TV

دكتورة في القانون العام والعلوم السياسية
أستاذة زائرة بالكلية المتعددة التخصصات بآسفي، جامعة القاضي عياض مراكش

في تاريخ 11 دجنبر 2024 حضي المغرب بشرف تنظيم كأس العالم 2030 بشراكة مع البرتغال واسبانيا وفق ما أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وفي هذا السياق طفى الى السطح الدور المحوري الذي تلعبه الجماعات الترابية، باعتبارها فاعلا رئيسيا في السياسات العمومية التنموية، قصد تحقيق مختلف الأهداف التنموية والطموحات الوطنية، واستخدام تأثير كأس العالم للمضي قدما في مختلف المشاريع والاستثمارات في مستقبل الأمة والأجيال القادمة.
حيث أن احتضان كأس العالم 2030 سيدفع بقطار التنمية في المغرب إلى السرعة القصوى، فالدولة ستعمل على تعزيز البنيات التحتية الرياضية والطرقية والسككية والفندقية وغيرها، عبر فتح أوراش واسعة، ستنعش مجموعة من القطاعات الاقتصادية وتوفر فرص شغل وتجلب استثمارات داخلية أجنبية لتستوطن في المدن التي ستحتضن المباريات.

وعليه فقد وجدت الجماعات الترابية نفسها، من خلال مجالسها وهيئاتها، بالموازاة مع المجهودات التي تبدلها المؤسسات الحكومية أمام تحدي مواكبة مسار التنمية الذي بدأته المملكة، والمرور للسرعة القصوى لتقديم صورة مثلى خلال هذه التظاهرة العالمية، والعمل على تحقيق التنمية المنشودة في نفوذهم الترابي عبر الانخراط في استراتيجية تنموية وطنية شاملة لتنظيم هذا المونديال، وما يتطلب هذا الأخير من إمكانيات ضخمة من أجل النهوض بأوضاع الجماعات الترابية من حيث البنية التحتية وغيرها من التجهيزات العمومية. حيث إن الجماعات الترابية مدعوة لانخراط بشكل فعال في هذا الورش الذي ستعرفه المملكة، باعتبارها فاعلا رئيسيا وأساسيا في وضع الاستراتيجية التنموية لاحتضان كأس العالم 2030 من أجل الاستعداد لهذا الحدث الكروي الهام، وخوض غمار هذا الاستحقاق الكبير الذي دخله المغرب.

حيث يكمن دور الجماعات الترابية من خلال هيئاتها في تنزيل السياسات العمومية التنموية عبر العديد من المدخلات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: دور الجماعات الترابية في تنزيل أي استراتيجية تنموية شاملة، وذلك عبر مجموعة من الآليات المنصوص في القوانين التنظيمية 111.14 المتعلق بالجهات، و 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم، وكذا 113.14 المتعلقة بالجماعات. من خلال مخطط التهيئة العمرانية ومخطط التنقلات الحضرية والقضاء على ما تبقى من دور الصفيح على الصعيد الوطني وذلك قبل نهائيات كأس العالم 2030.
ثانيا: مواصلة الجماعات الترابية لجهود تطوير البنيات التحتية الكبرى والتجهيزات الرياضية، حيث أن المغرب يسعى لبناء أكبر ملعب في شمال إفريقيا بمدينة بنسليمان.

ثالثا: عمل الجماعات الترابية على تطوير البنيات التحتية من خلال تنويع الموارد المالية على المستوى الترابي، بتوسيع الأوعية الجبائية الترابية وتشجيع الاستثمارات، وإطلاق مخططات للبنيات التحتية الرياضية.
إن تمكين الجماعات الترابية من مسايرة التنافسية على المستوى الوطني، وكذا الإنفتاح على المستوى الدولي، مطالبة بتبني مناهج تدبيرية حديثة، تساعدها على تحقيق المردودية المطلوبة، والبحث عن التنمية الإقتصادية والإجتماعية والترابية.
فالجماعات الترابية اليوم هي في تحدي كبير أمام إنتاج منديال 2030 خصوصا وأنه يعتبر الحدث الكروي الأبرز في العالم، عبر تسخير جميع إمكانياتها المختلفة والمتنوعة للدفع بعجلة التنمية الشاملة لإنجاح هذه الظاهرة وجعل المغرب في مصاف الدول المتقدمة.

– حيث هناك رهانات قوية للجماعات الترابية تنتظر المجال الترابي من أجل تنظم كأس العالم 2030، فهي مناسبة لفتح مجال الحوار وهي فرصة لتطوير جميع المنشئات والمشاريع المبرمجة خلال أربع (4) سنوات القادمة وذلك عبر:
– بناء ملاعب كبيرة بمواصفات عالمية توسيع وتجديد المطارات بالمدن الستة (6) المستضيفة للمباريات.
– تقوية البنيات التحتية والطرقية وتكثيف شبكاتها داخل المدن “فالمغرب حاليا يحتل المرتبة الأولى مغاربيا، والمرتبة الخامسة بمنطقة الشرق الأوسط في شمال افريقيا”، في جودة البنيات التحتية والطرقية وفقا للتقرير الأخيرالإقتصادي والعالمي
– كذلك العمل على تحسين جمالية المدينة لإستقبال السياح والزائرين كذلك العمل على تحسين الإنارة العمومية، حيث يجب أن ترتقي إلى المستوى المطلوب حسب دفتر التحملات الخاص بالفيفا FIFA، ولذلك إنشاء وتحسين المركبات الثقافية و الرياضية بالخصوص لإستقبال الزائرين والمتفرجين.
وهنا يبرز لنا الدور الذي تلعبه الجماعات الترابية في تنزيل الاستراتيجيات الكبرى لتنظيم كأس العالم 2030.