ذات صلة

جمع

تأخر صرف الأجور يثير احتجاجات عمال شركة مقاولة داخل أوراش المجمع الشريف للفوسفاط بآسفي

هيئة التحرير _ LES7TV  تشهد أوراش تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط...

احتجاجات أمام مستشفى الحسن الثاني بأكادير تكشف أزمة المنظومة الصحية

هيئة التحرير _ LES7TV  أكادير – تحوّلت ساحة مستشفى الحسن...

على خلفية “التطاول وسوء التصرف”.. استدعاء مدون للتحقيق بالصخيرات…

حمزة تبت _ LES7TV  في قضية أثارت اهتمام الرأي العام...

انطلاق الموسم التكويني الجديد بمركز التدرج المهني داخل المقاولة بصفرو

هيئة التحرير _ LES7TV  شهد مركز التكوين بالتدرج المهني داخل...

احتجاجات أمام مستشفى الحسن الثاني بأكادير تكشف أزمة المنظومة الصحية

هيئة التحرير _ LES7TV 

أكادير – تحوّلت ساحة مستشفى الحسن الثاني بأكادير، خلال الأيام الماضية، إلى فضاء احتجاجي ارتفعت فيه أصوات مواطنين يروون معاناتهم اليومية مع واقع صحي وصفوه بـ”المتردي”، محملين المسؤولية للوزارة الوصية ومطالبين بإصلاح عاجل يعيد للمستشفيات العمومية دورها الأساسي في رعاية المرضى وضمان كرامتهم.

المحتجون عبّروا عن استيائهم من ظروف وُصفت بالكارثية داخل المستشفى، حيث تضطر أمهات إلى قطع مئات الكيلومترات بحثاً عن علاج غير متوفر محلياً، فيما يقضي مرضى السرطان ليالي طويلة في الممرات دون متابعة طبية منتظمة. صورة قاتمة لمؤسسة يُفترض أن تكون ملاذاً للشفاء، لكنها تحوّلت – بحسب الشهادات – إلى عنوان للإهمال ونقص الموارد.

شهادات صادمة من قلب المعاناة

الوقفة لم تكن مجرد تجمع عابر، بل شكّلت مرآة عكست حجم الجرح المفتوح في جسد الصحة العمومية. وجوه شاحبة، عيون مثقلة بالدموع، وأصوات تنقل قصصاً متشابهة في الألم وإن اختلفت تفاصيلها.

فاطمة، إحدى المحتجات، روت قصتها قائلة: “جئت إلى المستشفى من أجل عملية جراحية، لكنني اصطدمت بواقع يفرض على المريض شراء كل شيء… من الخيط إلى الدم. قبل عام كنت بحاجة إلى عملية في القلب ورغم توفر بطاقة راميد طلبوا مني خمسة ملايين سنتيم. لم أجد خياراً سوى اللجوء إلى الجمعيات، حيث جمعت 14 مليون سنتيم وأجريت العملية في مصحة خاصة، بينما المستشفى لم يقدم لي أي مساعدة.”

وتابعت بأسى: “أنا أرملة وأحتاج إلى متابعة شهرية، لكن هنا الموعد مع الطبيب يتطلب الانتظار أربعة أشهر. لا تجهيزات متوفرة، ومن يملك وساطة يتلقى العلاج، أما الفقراء فالله وحده يعينهم.”

من جهتها، تحدثت زوجة مريض بالسرطان بصوت متقطع عن معاناة زوجها قائلة: “كان يبيت في المستشفى لكنهم طردوه. طبيب يطلب منه البقاء وآخر يأمره بالمغادرة. أربعة أسابيع كاملة وهو ينتظر موعد السكانير بلا جدوى. لا دواء ولا ماء… كان يبيت في الممرات مثل المشردين ويغادر دون علاج.”

واسترسلت والدموع تغالبها: “لو كانت لدينا إمكانيات لعالجناه في الخارج… في أوروبا مثلاً. أما هنا في المغرب فلم تعد هناك صحة.”

أزمة تتجاوز أسوار أكادير

ما يعيشه مستشفى الحسن الثاني، بحسب المحتجين، ليس استثناءً بل واقعاً مشتركاً في العديد من المدن المغربية، حيث تتكرر مشاكل نقص الموارد البشرية، ضعف التجهيزات، وطول آجال المواعيد الطبية. وضعٌ وصفه متتبعون بأنه “جرس إنذار” يستوجب إصلاحاً عاجلاً للقطاع برمته.

صرخة جماعية من أجل الحق في العلاج

الاحتجاجات لم تكن مجرد شكايات شخصية، بل صرخة جماعية ضد منظومة صحية ترهق المواطنين بالانتظار الطويل وتدفعهم إلى العيادات الخاصة أو إلى طلب المساعدة من الجمعيات والمحسنين. وبين دموع المرضى ومعاناة ذويهم، يظل السؤال مطروحاً: متى تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الثقة في المستشفى العمومي؟